الثلاثاء، 24 يناير 2012

المحبة المسيحية: فضيلة إضافية أم وصية جوهرية

حين سمعنا الانباء في عيد الميلاد المجيد الماضي (يناير 2012) عن رفض بعض القيادات الاسلامية لتهنئة "النصارى" بعيدهم، لما في ذلك من "اظهار للكفر والشرك المتضمن فيها"، تباينت ردود افعال الشباب المسيحي، وسمعنا آراء – وان كانت قليلة –  تطالب بالرد بالمثل، والامتناع عن معايدة المتشددين من مواطنينا المسلمين في اعيادهم. غني عن الذكر ان ذلك رأي ابعد ما يكون عن الروح المسيحية، فالرد السريع والفوري على ذلك الرأي سيكون: خلّي عندك محبة. وهنا محور رسالتنا: المحبة المسيحية، هل هي فضيلة اضافية يتحلى بها الانسان المسيحي، ام هي وصية جوهرية يقوم عليها، ولا يقوم بدونها، ايمان الانسان المسيحي؟


المدخل لاجابة هذا السؤال هو فهم العبارة الشهيرة جداً والتي نرددها منذ بداية وعينا:
اللهَ مَحَبَّةٌ (1 يوحنا 8:4)


اولاً
هذه الآية اعمق بكثير مما نتداوله عنها انها حَثٌ على المحبة والتسامح، وان الله محب للبشر والخ. هذه العبارة هي تقرير لطبيعة الله! فليست المحبة صفة يتصف بها الله، انما هي طبيعته! والفرق هو كالفرق بين القول بأن النار ساخنة وان النار هي السخونة نفسها.


ولأن الله محبة بطبيعته، لذا وجب ان يكون في طبيعته "المحب" و"المحبوب" في آن... وهذا هو مدلول قول الكتاب المقدس:
هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ.
(متى 17:3)


كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي.‏ إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ.
(يوحنا 9:15-10)


وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ. قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي. أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ.
(يوحنا 5:17، 22-24)



اذاً، فالمحبة في مفهومها المسيحي هي، قبل كل شئ، طبيعة الله، وهي اساس وحدانية الثالوث القدوس الاله الواحد. باختصار شديد (نرجئ التفصيل لرسالة لاحقة ان شاء الرب وعشنا)، تلك المحبة المطلقة، طبيعة الله، هي التي تسمح للآب ان يمجد الابن دون انتقاص من الوهية الآب (يوحنا 5:17)، وللابن ان يعمل مشيئة الآب لا مشيئته دون انتقاص من الوهية الابن (‏لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ، لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي (يوحنا 38:6))، وللروح القدس ان يشهد للابن دون انتقاص من الوهية الروح القدس (وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي (يوحنا 26:15))! كمال الله هو كمال المحبة والشركة لا كمال العزلة والتفرد.


كيف تحدث تلك الوحدة؟ ما هي تفاصيل آلياتها؟ لا نعرف! فطبيعة الله، بالضرورة، فوق امكانيات عقل الانسان. كل ما نعرفه ان اساس وحدة اقانيم الله الثلاثة هو طبيعة الله ذاتها: المحبة. لذا كتب يوحنا الانجيلي: الله محبة! وكأن الله في طبيعته "يحتاج" (على سبيل الشرح فقط) الى موضوع محبة، ويجد في ذاته موضوع تلك المحبة، محبة الاقانيم الثلاثة لبعضها في ذات الهية واحدة. وما يعنينا بالاكثر هو انعكاس وحدانية المحبة تلك على حياتنا كمسيحيين.



ثانياً
طبيعة الله المُحِبَة تلك هي اساس الوجود كله! فكما ان مجد ينبوع الماء الصافي المُروي ان يفيض، كذلك مجد ينبوع المحبة الالهية ان يفيض – فخلق الله الانسان كي يكون موضوعاً لتلك المحبة الالهية، بل شريكاً فيها! وهو المعنى الذي يذهب اليه قولنا في ليتورجيا الافخاريستيا:


الذي من اجل الصلاح وحده، مما لم يكن كونت الانسان.
ليس شئ من النطق يستطيع ان يحد لجة محبتك للبشر. خلقتنى انساناً كمحب للبشر، من اجل تعطفاتك الجزيلة كونتني اذ لم اكن. لم تدعني معوزاً شيئاً من اعمال كرامتك. انت الذي جبلتني. ووضعت يدك علي. وكتبت في صورة سلطانك.
(القداس الاغريغوري)


وفي نفس السياق، محبة الله هي اساس تدبير الفداء:

مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ، كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ،‏ إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ
 الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، ِلمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ، الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا.
(افسس 3:1-7)


فكما تكشف كلمات الرسول بولس، لم يكن تدبير الفداء وتبنينا للآب بتجسد الابن "خطة طوارئ" ارتجلها الله كردة فعل لورطة السقوط. ابداً! ذلك التدبير مُعَد لنا من قبل تأسيس العالم. وما كان ممكناً ان تتحقق بنوتنا لله ان لم يكن هو اولاً آباً مُحِباً، لذا فلا يتحقق تقديسنا الا -  في الاساس – في المحبة الالهية، اذ اتحد بطبيعتنا البشرية الفاسدة ليجددها ويعيدها خليقة جديدة الابن المحبوب نفسه! فحين يراه الآب، يصير هاتف السماء: هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ (متى 17:3) منطلياً على بشريتنا فيه!


اذاً، اجمالاً، المحبة (طبيعة الله) هي اساس تدبير الفداء واتحاد المسيح ببشريتنا ورضا الخالق عنا من جديد، وما يترتب على ذلك من منهج حياة جديد: إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا. إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ (2 كورنثوس 17:5-21)؛ المحبة هي اساس الايمان المسيحي كله.


ثالثاً
من هنا ينشأ اختلاف وتميز المفهوم المسيحي للمحبة. فلم تعد المحبة تلك العاطفة الجياشة المصحوبة بخفقان القلب والنظرات الساحرة، ولا المحبة سمو اخلاقي وحسن تربية ومودة – المحبة الحقة هي طبيعة الله، لا يمنحها الا الله ولا تتحقق الا من خلاله، لذا قال البشير:

أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ. وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ.
(1 يوحنا 7:4-8)


ولأن المحبة من الله، فلا يستمد الانسان القدرة على المحبة الا من مصدرها: الله نفسه. لذا، فالمحبة هي من ثمار الروح القدس في حياتي كمسيحي، حين اخضع لعمل الله فيّ:
وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ... الخ.
(غلاطية 22:5)

واذ فهمنا ان المحبة هي طبيعة الله نفسه، نجد مذاقاً اعمق لقول الرسول: ‏اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ، وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي، وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ. لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ. وَلكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ (1 كورنثوس 8:13-10): كل المواهب والعطايا المذكورة في هذه الآيات وبقية الاصحاح ستُبطَل حين يستعلن الله في كامل مجده، اما المحبة فهي باقية الى الابد ولا سقوط لها، لأنها طبيعة الله الكامل.


ولكن مسيحنا لم يأتِ ليتفلسف وينَظِّر وينظم كلمات فخمة. اتى المسيح لتأسيس حياة جديدة، اساسها المحبة. ومقياس هذه المحبة التي نحن مطالبون بها هو الآتي:

كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ.
 (يوحنا 34:13-35)


فكما احبنا المسيح حتى بذل نفسه عنا، كذلك نحن مطالبون بالمحبة الى حد بذل النفس! وليست العلامة التي تميزنا تلاميذاً للمسيح شهادة نرددها ولا وشماً على ايدينا ولا اسماء نتسمى بها – العلامة التي تميزنا تلاميذاً لملك المجد هي محبتنا الباذلة! بهذا الحسم والوضوح وضح لنا يوحنا البشير:  
مَنْ قَالَ: إِنَّهُ فِي النُّورِ وَهُوَ يُبْغِضُ أَخَاهُ، فَهُوَ إِلَى الآنَ فِي الظُّلْمَةِ. مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِي النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ. وَأَمَّا مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ فِي الظُّلْمَةِ.
مَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ. وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ. إِنْ قَالَ أَحَدٌ:"إِنِّي أُحِبُّ اللهَ" وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟‏ وَلَنَا هذِهِ الْوَصِيَّةُ مِنْهُ: أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضًا.‏
(1 يوحنا 9:2-11 و 8:4، 16، 20-21)


وليس "الأخ" الذي نحن مطالبون بمحبته محبة باذلة حتى الموت هو اخي في الايمان او الجسد او او... فَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ فَضْل لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضًا يُحِبُّونَ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ. وَإِذَا أَحْسَنْتُمْ إِلَى الَّذِينَ يُحْسِنُونَ إِلَيْكُمْ، فَأَيُّ فَضْل لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا (لوقا 32:6-33). اخي هو: كل انسان، بما في ذلك مَن يزدريني ويحسبني ضالاً بل نجساً. وليست هذه مبالغة. وارجع لمثل السامري الصالح (لوقا 25:10-37) للتأكد من صحة الكلام! ولنصمت كلنا، فنسمع كلمات الحق الالهي المُقَدِّس موجهاً ايانا:

بِهذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ. يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ!
(1 يوحنا 16:3-17)
فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ. ‏لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ.
(رومية 20:12-21)


اذاً، اجابة السؤال المطروح في عنوان المقال هي:


المحبة المسيحية هي وصية جوهرية، لا تكتمل دعوتي على اسم المسيح بدونها!


واخيراً، مهما رفضوا معايدتنا، او نعتونا بالكفار والضالين، او هدموا كنائسنا، او دهسوا شبابنا، او افتروا علينا وقالوا فينا كل شر كاذبين، علينا نحن ان نحبهم محبة عاملة باذلة حتى بذل النفس. وكلما يشتد بنا الوجع ونصرخ في ضعف بشريتنا: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟‏ (متى 46:27)، نسمع رده مدوياً:

اُذْكُرُوا الْكَلاَمَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدِ اضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ.
(يوحنا 20:15)

اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ،‏ عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا.
(يعقوب 3:1)

بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ.
(لوقا 19:21)

قالها ذاك الذي اثبت الزمن ولازال صدق وعوده إذ قال:

هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ.
(متى 20:28)


+++



وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ.
(يوحنا 32:8)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق