السبت، 7 أبريل 2012

إختار المسامير - قراءات لأسبوع الآلام، الحلقة الثانية


3. أحببتُكم حتى أصبحتُ واحداً منكم - الوعد الالهي في اكليل الشوك

لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ.  
(كولوسي 19:1)


وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.
(يوحنا 14:1)


أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ.
(يوحنا 30:10)


عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ.
 (1 بطرس 18:1-20)




كثرت التأملات عن أروع ما بخصوص مجئ المسيح، وسطرت الأقلام بحوراً فيها، لكن إسمح لي أن نستعيد بعضها معاً. ليس فقط استبدال المسيح للأبد بالزمن، رغم أن هذا جدير بالذكر، فالكتاب يقول أن سنينه غير مفحوصة (أيوب 26:36). ربما نتمكن من تحديد اللحظة التي لطمت فيها أول موجة شاطئ ما، أو اللحظة التى لمع فيها أول نجم، لكننا لن نستطيع أن نحدد أول لحظة كان فيها الله إلهاً، فليست لحظة لم يكن فيها الله هو هو، فهو أبدي، غير محدد بالزمن.
لكن عندما أتى يسوع إلى الأرض، تبدل كل هذا، و سمع عبارة غير مدرجة في معاجم السماء: لقد انتهى وقتك. كطفل، انبغى أن يترك الهيكل لأن وقته انتهى. كرجل، انبغى أن يترك الناصرة لأن وقته انتهى. وكمُخَلِّص، انبغى أن يموت لأن وقته انتهى.
لمدة ثلاثين عاماً، عاش فحل الخيل في حظيرة الزمن.
وماذا عن ألمع جوهرة فى كنز التجسد؟ ربما يشير البعض إلى تقيد إله في جسد. تلك اللحظة كان روحاً منطلقاً، وفي الأخرى صار لحماً وعظاماً. أتذكر كلمات المرنم؟ "أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ، وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ. إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ، وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ، فَهُنَاكَ أَيْضًا تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ" ( مزمور 7:139-10 ).
إلهنا يحيط بنا "مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ، وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ" (مزمور 8:72 ). لا يوجد قطر إلا ويسود فيه الله بوجوده.


ورغم ذلك كله، وعندما صار الله تحت الزمان وتأنس، ذاك الذي كان بلا حدود صار محدوداً؛ مقيداً بالجسد. فتقيد بعضلات تتعب وجفون تنعس. لأكثر من ثلاثة عقود، أمست قبضته اللا نهائية محددة بطول ذراعه، وتقلصت سرعته إلى خطوة قدم.


ألم يداعب مخيلته فكر استرجاع ذلك الانطلاق؟
في وسط رحلة طويلة، ألم يفكر في نقل نفسه إلى المدينة التالية؟ متى أثلجت الأمطار عظامه، ألم يفكر في تحسين الجو شيئاً ما؟ حينما جف حلقه من القيظ، ألم يفكر في الفرار إلى سواحل الكاريبي مثلاً لقسط من الراحة والانتعاش؟


لم يحدث أن استخدم مسيحنا قواه الإلهية لراحته الشخصية. بكلمة واحدة لحول الأرض الصلبة فراشاً ليناً، لكنه لم يقلها.
بإشارة واحدة من يده لأعاد البصاق على وجه الجنود، لكنه لم يشرها.
رائع. لكن، هل هذا أروع ما في التجسد ؟ لا. يجدر بنا الإشارة إلى ما هو أبعد من ذلك. ما هو أبعد من التنازل عن اللا زمن واللا حدود: إلى عدم الخضوع للخطية وتأثيرها الشيطاني.


أليست تلك رسالة إكليل الشوك؟
جندى مجهول الهوية ضفر فروعاً – ناضجة تحمل الاشواك، لينة قابلة التشكيل – على شكل إكليل من السخرية؛ إكليل شوك.
خلال الكتاب المقدس، يرمز الشوك لا للخطية، بل لثمرة الخطية – نتيجة الخطية.
أوليس هذا ما كان في البدء؟ فبعدما أخطأ أبوانا، لعن الله الأرض: "مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ" (تكوين 17:3-18).
شوك وحسك على الأرض نتيجة الخطية في القلب.
ويُسمع صدى الحق في كلام الله لموسى. فقد حث شعب اسرائيل على تطهير الأرض من الشعوب الوثنية.
بديهياً، تجلب المعصية المتاعب."وَإِنْ لَمْ تَطْرُدُوا سُكَّانَ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ يَكُونُ الَّذِينَ تَسْتَبْقُونَ مِنْهُمْ أَشْوَاكًا فِي أَعْيُنِكُمْ، وَمَنَاخِسَ فِي جَوَانِبِكُمْ" (عدد 55:33).
يثمر العصيان شوكاً. "شَوْكٌ وَفُخُوخٌ فِي طَرِيقِ الْمُلْتَوِي" (أمثال 5:22). وشَبَّهَ مسيحُنا حياة الأشرار بالشوك، في قوله عن الأنبياء الكذبة: "مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟" (متى 16:7).
ببساطة، ثمار الخطية حسك شائك جارح.


إنني أؤكد على نقطة الشوك تلك لأقترح عليك فكرة ربما لم تكن في حسبانك:
إذا كانت ثمرة الخطية شوكاً، أليس إكليل الشوك على جبهة المسيح صورة لثمار خطايانا التي مزقت أواصل فؤاده؟
ما هي ثمرة الخطية؟ توغل في أدغال الكيان البشرى وتحسس بعض شوكاته: الخزي. الخوف. العار. الإحباط. القلق. ألم يحدث أن أمسكت تلك العناقيد بتلابيب أنفسنا؟
قلب يسوع، فقط، لم تصارعه تلك الأوبئة. لم يُجرَح بأشواك الخطية.
قلق؟ لم يحدث أن صارعه القلق يوماً! الذنب؟ ما أخطأ هو قط! الخوف؟ ما فارق حضرة الآب لحظةً!
لم يعرف يسوع ثمار الخطية – حتى صار خطيةً لنا.


وحين صار خطية لنا، انهالت عليه انفعالات الخطية، كظلال غابة كثيفة. أحس بالقلق والذنب والوحدة. ألا تُسمع أصداء تلك الانفعالات في صرخته: "إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟" (متى 46:27) يستحيل أن تكون هذه صلاة بار – إنها استغاثة خاطئ.

هذه الطلبة من أروع ما يمكن التأمل فيه بالتجسد. لكن يخالجني شعور بما هو أروع.


ليس أن ذلك الذي كان يتسلى بتنسيق النجوم خالقاً تخلى عنها للعب بالحصى طفلاً.
ليس لأن الذي علق المجرات في الكون الواسع بات محصوراً في تثبيت النوافذ لزبون عكر المزاج  أراد كل شئ بالأمس ولا يريد أن يدفع مليماً قبل الغد.
ليس لأنه – في لحظة – تحول من قمة الاستغناء إلى الاحتياج للهواء والغذاء، وربما لبعض الماء والملح لقدميه المنهكتين. وفوق كل ذلك، كان محتاجاً لشخص – أي شخص – أكثر اهتماماً بحيثية قضاء أبديته من كيفية قضاء آخر الأسبوع.
ولا لأنه رفض أن يفني قطيع الغوغاء الذين ادعوا أن به شيطاناً.
ولا لأنه احتفظ بهدوئه حين شعر دستة الرجال الذين كانوا كل من يستطيع أن يسميهم أصدقاء بالاضطراب وهربوا. أو لأنه رفض رجاء الملائكة: فقط إيماءة من رأسك ونحيل أولئك الأبالسة هشيماً!
ولا لأنه رفض أن يدافع عن نفسه حين بات في نظر السماء مسئولاً عن ذنوب كل حابل ونابل منذ سقوط آدم. ولا لأنه بقى صامتاً حين ترددت ملايين الأحكام على ملايين الخطاة في قاعة السماء، وصار أبو الأنوار وحيداً في صقيع ليل الخاطئ.
ولا حتى لأنه بعد ثلاثة أيام داخل حفرة مظلمة تقدم في شروق القيامة بابتسامة مجيدة ونظرة سخرية للوسيفر الوضيع – أهذا أشد ما عندك ؟


كم كان هذا رائعاً. شديد الروعة.
لكن أروع ما فعله ذاك الذي استبدل تاج ملك السماوات باكليل الشوك...

أنه فعل هذا لأجلك.

فقط لأجلك.

+++

4. إني أسامحُك - الوعد الإلهي في المسامير

وَإِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فِي الْخَطَايَا وَغَلَفِ جَسَدِكُمْ، أَحْيَاكُمْ مَعَهُ، مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا، إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ بِالصَّلِيبِ.
(كولوسي 13:2-14)

بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.
(رومية 22:3-25)






ما كان له أبداً أن يطلب مني إعداد تلك القائمة. حرج علي أن أكشفها له. أنه معماري ماهر، وصديق عزيز، وقد صمم لنا شقة رائعة، وإن كان بها بعض الأخطاء. عيوب.
حتى بداية هذا الأسبوع، لم أكن قد اكتشفت تلك العيوب. في نفس الوقت، حتى بداية هذا الأسبوع لم أكن ساكناً بالشقة. وما أن تقيم في مكان حتى ينكشف لك كل عيب ونقص.
فقال صديقي المعماري: أكتب قائمة بكل ما لا يروق لك في شقتك.
إن كان هذا رأيك...


باب إحدى الحجرات لا يغلق. نافذة الصالون تئن وتصر صريراً. نسى أحدهم تركيب محابس دورة المياه كلها. مقبض باب حجرة النوم الرئيسية لم يُرَّكَب. كما قلت، الشقة رائعة ولكن القائمة في ازدياد مطرد.
بإلقاء نظرة على قائمة أخطاء المعماري، خطر على بالي لو أن الله يخط شبيهتها لي. أليس مقيماً بقلبي؟ وإن كانت عيوب الشقة قد تكشفت لي عند نزولي بها، ترى ماذا وجد الله بقلبي؟ أنجرؤ حتى على تخيل محتويات تلك القائمة؟


إفترس الصدأ مفصلات باب المصلّى من قلة الاستعمال.
انصهر موقد الغيرة من حر لهيبه.
السطوح على وشك الإنهيار تحت ثقل أكوام الندم عليها.
بئر السلم عطن بما يخبئه من أسرار.


قائمة ضعفاتنا. فما شعور الواحد منا إذا عُلِّقَت تلك القائمة من مكان عالٍ ليراها كل الناس بما فيهم المسيح بجلاله؟ فلأصطحبك معي إلى حيث وقع هذا فعلاً.
نعم، هنالك قائمة بإخفاقاتك وتقصيراتك علقها المسيح أمام الملء. لكنك لم ترها. ولم أرها أنا. لم يرها أحد على الإطلاق. فلنرتقِ معاً جبل الجمجمة لأعلمك السر.


أنظر هؤلاء الجنود وهم يصرعون النجار أرضاً ليمدوا ذراعيه على الألواح الخشبية. يضغط أحدهم بركبته على ساعده وبمسمار على معصمه. يحول يسوع وجهه تجاه المسمار في ذات اللحظة التي يرفع الجندي مطرقته ليضرب بها.

لِمَ لم يوقفه يسوع؟ بانثناءة لذراعه، بانقباضة من يده لاستطاع أن يمنعه. أليست هذه نفس اليد التي أسكتت العاصفة؟ التي طهرت الهيكل؟ التي أقامت الموتى؟
لكن اليد لا تنقبض. ولا تُجهَض اللحظة.
ترن المطرقة، ويتمزق الجلد، فيتقاطر الدم ثم يتسايل.
ثم تتوالى الأسئلة: لماذا؟


فيأتي الرد التقليدي: لأنه أحبنا. حقيقي. الحقيقة الرائعة التي لأجلها مات المسيح. لكن – سامحوني – هذه نصف الحقيقة. فقد رأى يسوع ما أسكته عن المقاومة. بينما كان الجندي يضغط على ذراعه، أشاح يسوع برأسه إلى الجانب. بينما كان خده مستنداً إلى الخشب، ماذا رأى؟
مطرقة؟ نعم.
مسماراً؟ نعم.
يد الجندي؟ نعم.


لكنه رأى شيئاً آخر. رأى يد الله. ظهرت كيد إنسان. أصابع طويلة لعامل خشب. كفاً خشنة لنجار. بدت يداً عادية. ولكنها كانت كل شئ وأي شئ عدا ذلك.
تلك الأصابع شكلت آدم من التراب ونقشت الحق على لوحي حجر. بإشارة، قلبت تلك اليد برج بابل وشقت البحر الأحمر.
من تلك اليد طار الجراد الذي ضرب مصر، والغراب الذي أطعم إيليا.
ليس عجباً قول المرنم: "أَنْتَ بِيَدِكَ اسْتَأْصَلْتَ الأُمَمَ وَغَرَسْتَهُمْ. حَطَّمْتَ شُعُوبًا وَمَدَدْتَهُمْ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِسَيْفِهِمُِ امْتَلَكُوا الأَرْضَ، وَلاَ ذِرَاعُهُمْ خَلَّصَتْهُمْ، لكِنْ يَمِينُكَ وَذِرَاعُكَ وَنُورُ وَجْهِكَ، لأَنَّكَ رَضِيتَ عَنْهُمْ" (مزمور 2:44-3).
يد الله عزيزة. يد جبارة.


يالجمال أيدي يسوع؛ أيدي تأنُّس عند ميلاده. أيدي تحرير حين يشفي. أيدي إلهام حين يُعَلِّم. أيدي مُكَرَّسَة حين يخدم. وأيدي خلاص حين مات. 



أدرك الجمهور المتجمع عند الصليب أن غرض دق المسمار تثبيت يد يسوع بالخشبة. لكنهم أدركوا نصف الحقيقة فقط. لا تجوز محاسبتهم على جهلهم بالنصف الآخر، إذ أنه لم يكن على أفق رؤيتهم. ولكن رآه يسوع، ورأته السماء، ونراه نحن الآن.


بأعين الكتاب المقدس نرى النصف الآخر: "إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ بِالصَّلِيبِ" (كولوسي 14:2).



ما بين يد المسيح وخشبة الصليب انحشرت قائمة. قائمة طويلة بأخطائنا: شهواتنا وأكاذيبنا ولحظات الأنانية وسنين الضلال. قائمة بخطايانا.
تتدلى من الصليب قائمة مصنفة بخطايانا. هناك في وضح الشمس لتراها السماء كلها.
قديماً، فعل الله بنا ما أنا فاعله بشقتي تلك، فسجل قائمة بخطايانا. لكن القائمة التي أعدها الله لا يمكن قراءتها بعد. فخطايانا المكتوبة في مستهل القائمة غطتها يد المصلوب، وتلك التي في آخرها سترتها دماه السائلة.


إذاً فهذا سبب استسلام يده تحت مطرقة الجندي. فقد رأى القائمة! سجل خطيتي وخطيتك. ولأنه كان يعلم أن أجرة الخطية موت، ولأننا كنا مصدر تلك الخطية، ولأنه لم يرد الأبدية بدوننا، فقد إختار المسامير.
لم تكن اليد الماسكة بالمسمار يد جندي مشاة روماني.
ولم تكن القوة الدافعة وراء المسمار غضبة شعب وقادته.
حكم الموت لم يقره يهود حاقدون أو والٍ جبان.
إنما اختار المسامير هو بنفسه.


فانبسطت أيدي يسوع. ولو أبدى الجندي تمنعاً لهوى يسوع بالمطرقة على المسمار. ألم يكن نجاراً خبيراً بطرق المسامير؟ كمُخَلِّص، كان يعي مردود تلك الضربة. علم يسوع أن غرض المسمار رفع خطاياك حيث تسترها ذبيحته وتغطيها دماه.


فيسوع نفسه ضرب بالمطرقة.
نفس اليد التي سكَّنت البحار تسكن شعورك بالذنب.
نفس اليد التي طهرت الهيكل تطهر قلبك.
اليد هي يد الله.
والمسمار أيضاً لله.


وإذ انفتحت أيدي يسوع متقبلة المسمار، انفتحت أبواب السماء لتقبلك. 




بقلم: ماكس لوكيدو
تعريب: افرايم القس بنيامين




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق